التعليم الإلكتروني .. رؤية حتمية لتطوير التعليم
حين ضربت أمريكا مدينة " هيروشيما
" اليابانية بالقنبلة الذرية ، وأحدثت القنبلة دماراً كبيراً ، وقع حوار قومي
في اليابان أنتهي إلى انتصار الرأي القائل :" لقد هزمنا بالعلم ، وليس أمامنا
إلا أن نلتفت إلي مناهجنا الدراسية وتطويرها." ،وبدأت اليابان ثورتها
التعليمية ، وبعد عدة عقود كانت اليابان وأمريكا فرسي رهان يتسابقان على قدم
المساواة.
فالتعليم
أساس تقدم أي أمة ، وتطوير وتجويد مناهجه بما يتواكب مع متطلبات المجتمع العالمي
أصبح ضرورة ملحة لتخريج طالب يملك معايير عالمية من المعارف والمهارات تجعله قيمة
مضافة اقتصادياً لا عبئا على الدولة ، لذا فقد اهتم العلماء في مجال التعليم
بإدخال التكنولوجيا الحديثة وبخاصة أجهزة الحاسب الآلي وشبكة الإنترنت ، فظهر ما
يعرف بالتعليم الإلكتروني ، الذى أصبح ضرورة ملحة في التعليم وبالأخص مع زيادة
أعداد الطلاب وتفشي الأوبئة والأمراض.
فهل يودع العالم العربي التعليم التقليدي بمكوناته الكلاسيكية، حيث قاعة المحاضرات والاستاذ والطالب والسبورة والاختبار الورقي، وداعاً بائناً لا رجعة فيه؟ هل يشهد ميلاداً قوياً وتوثيقاً عتيداً للتعليم عن بعد ، حيث الرقمنة والتقنية عماده، والعالم الافتراضي عتاده؟ هل تخرج الدول بحلول غير تقليدية، لا سيما في ظل الفجوة الرقمية وأولوية متطلبات التعليم في عصر الرقمنة ؟
الأمر ليس تحولاً اختيارياً، أو تفاخراً تقنياً، أو حتى على سبيل التجربة العملية، إنه عصر التحول الرقمي في التعليم، رغم أنف الممسكين بتلابيب اللوح والطباشير، والمتعلقين بقشة الحفظ والتلقين، والعائمين في بحر التعليم التقليدي ، وخلاصة القول أن التعليم الإلكتروني نظام تعليمي عصري
متطور جاء نتيجة استثمار طويل ومستمر في مجال تكنولوجيا التعليم ، وليس
شعاراً يُرفع في المناسبات".